
الملتقى الثالث لهيئة المرأة في تركيا يُعقد بحماس كبير
نُظّم ملتقى تركيا الثالث لهيئة المرأة في اتحاد موظفي القطاع العام (مامورسان) بحماسة كبيرة وحضور واسع. وخلال الملتقى، تم التأكيد على الأثر الإيجابي للنساء العاملات في الحياة النقابية وأهمية النضال المنظم.
شارك في البرنامج كل من رئيس الاتحاد العام لـمامورسان علي يالجين، ونواب الرئيس ليڤنت أوسلو، حاجي بايرام تونبول، وعلي يلدز، إلى جانب رؤساء النقابات الأعضاء في الاتحاد وأعضاء مجالس إداراتها، ورئيسة هيئة المرأة في مامورسان صدّيقه أيدين، ورؤساء اللجان المنضوية تحت مامورسان، والعديد من النساء العاملات في القطاع العام من مختلف أنحاء تركيا.
علي يالجين: نحن بحاجة إلى بذل المزيد
أكد رئيس الاتحاد علي يالجين خلال كلمته على أن المرأة جزء لا يتجزأ من الحياة المهنية، مشيرًا إلى المشكلات التي تواجهها الموظفات والحاجة لحلول عملية، وتابع:
"إن القضايا التي تُبعد الشباب عن الزواج، أو تدفع النساء العاملات للاختيار بين الأمومة والمهنة، وكذلك القوانين التي لا توزع المسؤوليات بعدالة بين الأزواج، يجب أن تُعالج وفق رؤية شاملة".
وأضاف: "العائلة تحت تهديد هائل من لوبيات منحرفة عالمية، عبر المسلسلات، والأفلام، وبرامج التلفزيون الصباحية، والمنصات الرقمية، والإعلانات، ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا غزو ثقافي يستهدف جوهر العائلة. العائلة ليست مسألة فرعية، بل قضية بقاء وطنية. يجب أن تُضاف عبارة ‘العائلة تتكون من رجل وامرأة، وأساس العلاقة العائلية هو الزواج’ إلى المادة 41 من الدستور. نحن أسرع دول أوروبا شيخوخةً، ونسبة المواليد لدينا أصبحت مقلقة. لذلك يجب أن يكون هيكل العمل مراعيًا للعائلة لا اختيارًا بل ضرورة".
وأشار إلى حملة التوقيعات التي أُطلقت تحت شعار "ليتغير الدستور ولتحمَ العائلة" وإلى إعلان عام 2025 عامًا للعائلة، مؤكدًا أن المفاوضات الجماعية الثامنة القادمة يجب أن تكون محطة انطلاق لتحول حقيقي.
علي يالجين: “مدة إجازة الأمومة يجب أن تُمدد إلى 52 أسبوعًا”
واستعرض علي يالجين المكاسب التي تحققت لصالح النساء العاملات، مُطالبًا بمزيد من الخطوات، من أبرزها:
تقديم مساعدات مالية للأطفال وتعديل دعم الزوج/العائلة.
زيادة بدل الحفاضات والطعام التكميلي للأطفال.
منح أيام خدمة إضافية للأمهات حسب عدد الأطفال.
تعديل سن التقاعد بحسب عدد الأطفال.
إعفاء ضريبي خاص للأمهات.
خفض ساعات العمل الأسبوعية إلى 32 ساعة، وتحديد أيام العمل بأربعة فقط.
تمديد الإجازات السنوية.
دعم التوظيف الآمن مع تطبيق أنماط العمل المرنة.
تطبيق فعلي للعمل عن بعد والعمل التبادلي حسب رغبة النساء.
رفع مدة إجازة الأمومة إلى 52 أسبوعًا.
تقديم خدمات حضانة فعلية أو دعم مالي بديل عند غيابها.
زيادة مبالغ دعم الولادة بما يتناسب مع الظروف المعيشية.
تمديد مدة الإرضاع حفاظًا على صحة الأم والطفل.
إنشاء لجان لمكافحة العنف والمضايقات النفسية (mobbing) في بيئة العمل.
منح إجازات مناسبة للآباء.
منح دعم زواج لموظفي القطاع العام الشباب.
النساء هن محرك منظمتنا
وفي ختام كلمته، شكر يالجين كل النساء في الهيئة، قائلًا:
"مطالبنا تنبع من طموحات نساء منظمتنا. نحن لا نحصر أنفسنا بالنضال النقابي فقط، بل نضع بصمتنا في كل إنجاز. كل مسؤولة، وكل عضوة، ساهمت في هذا النجاح. هذه المنظمة تزداد قوة كلما لمستها يد امرأة، وتكبر بقوة حماسكن. مثلما رفعنا سقف التوقعات في الماضي، سنواصل المسير بلا كلل، فأنتم من نسجتم هذه المسيرة بخيوط من صبر وثبات على مدار 33 عامًا".
أوسلو: نحن أقوى مع عضواتنا
في كلمته الترحيبية، أكد نائب رئيس مامورسان ليڤنت أوسلو على أن النساء يشكّلن جزءًا أساسيًا من هيكل المنظمة.
وقدّم إحصائيات تؤكد دور المرأة المتنامي في القطاع العام، قائلاً:
"المرأة تلعب دورًا كبيرًا سواء داخل الأسرة أو في بيئة العمل، ونحن كمنظمة واعية بهذه المسؤولية نولي عضواتنا اهتمامًا خاصًا، ونستمع لمطالبهن ونسعى جاهدين لتحقيقها. وسنواصل هذا النهج في المستقبل لنصبح أقوى معًا".
صديقه أيدين: موقفنا من المقاطعة مستمر
بدورها، استنكرت رئيسة هيئة المرأة صديقه أيدين في كلمتها المجازر الصهيونية في غزة، مشيرةً إلى دخول العدوان شهره العشرين وسقوط ما يقارب 60 ألف شهيد، ومئات الآلاف يواجهون الجوع.
وأكدت أيدين أن "أقوى سلاح لنا في هذا العصر الظالم هو المقاطعة"، قائلة:
"موقفنا هو رسالة تضامن مع أمهات فلسطين، وهو نداء بأن هذه النيران لا تشتعل في الشرق الأوسط فقط، بل في قلوبنا أيضًا. نحن نُوجه تحديًا واضحًا للرأسمالية العالمية وممولي الإرهاب".
أيدين: نهضة الأمة تبدأ من الأسرة
وفي سياق كلمتها، شددت أيدين على أهمية الأسرة، قائلة:
"الأسرة ليست فقط نواة المجتمع، بل هي ذاكرته المشتركة. وهي المدرسة التي تنبت فيها الرحمة والأخلاق. إن سقوط الأمة يبدأ من انهيار الأسرة، ونهضتها تبدأ منها أيضًا. ولهذا نقف ضد سموم الإعلام، وضد الأيديولوجيات المنحرفة بالعلم والإيمان والتضامن المنظم".
وأشارت إلى حملة التوقيعات التي أطلقتها المنظمة في مارس الماضي تحت شعار "ليتغير الدستور ولتحمَ العائلة"، والتي جمعت 5 ملايين و293 ألف توقيع قُدمت إلى البرلمان التركي، مؤكدة أنها تمثل إرادة الأمة في حماية الأسرة والحجاب.
وفي ختام كلمتها، قالت:
"نحن في مامورسان، لا نسعى إلى تقييد النساء بين العمل والأسرة، بل نكافح من أجل سياسات إنسانية، عادلة، ومستدامة تمكن النساء من التوفيق بين المسؤوليتين بكرامة".
أيدين: “ليكن هذا العام فرصة حقيقية”
وأضافت:
"في أغسطس، سنجلس على طاولة المفاوضات الجماعية الثامنة. هذه فرصة ثمينة لتحقيق تحسينات حقيقية في مجالات إجازة الأمومة، خدمات الحضانة، العمل المرن، الضرائب الأسرية، ودعم الزواج والأطفال. مثلما حمت إرادة الأمس النساء من الاختيار القسري بين الإيمان والمهنة، فلتنقذهن اليوم من التردد بين الأمومة والعمل. نحن في مامورسان نتابع هذه القضايا بإخلاص، وسنواصل ذلك بعزم".
وأكدت في ختامها:
"هذه القضية ستكبر معكن أنتن، رائداتنا. نحن لا نمثّل نقابة فقط، بل نهضة أخلاقية، وإحياء حضاري، ومقاومة مجتمعية".
لقاءات وورشات عمل
وبعد الكلمات الرسمية، عقدت لجان المرأة في النقابات الأعضاء بـمامورسان ورشات عمل ضمن مجالات تخصصها. واختتم البرنامج بندوة تدريبية ألقاها أردوغان أريكان.