
وقفة احتجاجية أمام الأمم المتحدة نظّمها ممثلو النقابات العمالية الدولية تنديدًا بالإبادة في غزة
نظّم ممثلو النقابات العمالية الدولية، القادمون من مختلف أنحاء العالم، وقفة احتجاجية أمام ممثلية الأمم المتحدة في تركيا تنديدًا بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة. وقد عبّر المشاركون عن استيائهم الشديد من تقاعس الأمم المتحدة إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل.
وفي إطار "مؤتمر العمل، الرقمنة والعدالة الاجتماعية الدولي"، الذي تستضيفه كونفدرالية "مامور-سن"، اجتمع عشرات ممثلي النقابات العمالية أمام ممثلية الأمم المتحدة بتركيا للتعبير عن دعمهم لغزة. وفي بيان صحفي قُدِّم بثلاث لغات (التركية، الإنجليزية والعربية) من قبل كل من رئيس مامور-سن علي يالچن، والأمين العام لنقابة العمال الفلسطينية غانفي زيدان نيما، ورئيسة اتحاد العمال الليتواني يلينا سومس، أُشير إلى أن غزة تتعرض منذ 18 شهرًا لإبادة وحشية، وأن الكيان الصهيوني ينتهك بلا خجل القانون الدولي، وقانون الحرب، وحقوق الإنسان الأساسية.
"الأطفال لم يعد لديهم حتى القدرة على البكاء"
أشار البيان إلى استشهاد أكثر من 51 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء والمدنيين، وقال:
"في هذه الإبادة تُدمَّر المستشفيات، ويُعدم العاملون في المجال الصحي جماعيًا، ويُستهدف ويُقتل المتطوعون في المنظمات الإنسانية، من الأمم المتحدة، الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، بالإضافة إلى الصحفيين، بطريقة ممنهجة. هذا النظام الإجرامي لا يكتفي بالقصف الوحشي، بل يفرض حصارًا خانقًا على الغذاء والدواء، مما يقتل السكان جوعًا وعطشًا ومرضًا.
هل نظرتم إلى الأطفال الذين نجوا؟ لم تعد لديهم القدرة حتى على البكاء. إنهم فقط يصمتون. والعالم غارق في صمت عميق أمام صرخاتهم الصامتة. هذه الإبادة ليست جريمة إسرائيل فقط، بل هي أيضًا جريمة الدول المتواطئة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقدم لها الدعم السياسي والعسكري والمالي والاستخباراتي. كل قنبلة تسقط على غزة، تسقط بإمداد، وموافقة، وحماية من تلك الدول. هدف هذه الإبادة، كما أعلن ترامب صراحة، هو التطهير العرقي في غزة. لم يعد بإمكان المجتمع الدولي الاستمرار في هذا الكيل بمكيالين. الصمت والتقاعس يشجّعان المجرم ويمهدان الطريق لمزيد من الإبادة."
"مرتكبو الإبادة سيحاسبون"
وأكد ممثلو النقابات أنهم لا ينتظرون من الأمم المتحدة مجرد بيانات شجب، بل خطوات ملموسة لوقف الهجمات، مطالبين بمحاكمة ومحاسبة جميع المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
وفي الجزء التالي من البيان، شدد المشاركون على ضرورة فرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية فورية على إسرائيل، وقالوا:
"كل من يصمت شريك في هذه الجريمة. نحن النقابيون، الذين نمثل ضمائر العمال في مختلف أنحاء العالم، نقولها بوضوح: نحن إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم. نحن إلى جانب العدالة، والحرية، وكرامة الإنسان. لن نصمت أبدًا من أجل غزة، ومن أجل الإنسانية، ومن أجل العدالة. سنستمر في الصراخ بأعلى صوت ضد الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاستعمار بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة، في كل مكان وزمان. ومن هنا نحيي بكل احترام كل الشرفاء الذين يخاطرون بوظائفهم وحريتهم بل وحياتهم في سبيل الوقوف إلى جانب فلسطين رغم الضغوط.
رسالتنا واضحة: الظلم لا يدوم. عاجلاً أم آجلاً، سيدفع المجرمون وداعموهم ثمن هذا الوزر العظيم.
نقدّم خالص شكرنا، باسمي واسم زملائي، لكل من شارك معنا.
الموت للظالمين المجرمين!
تحيا فلسطين حرة!
تحيا العدالة، والسلام، والأخوة!"
وبعد البيان، تم وضع إكليل أسود أمام ممثلية الأمم المتحدة.