
يالتشين:"المنظمات العمالية مسؤولة عن إرساء السلم والامن"
قال رئيس الاتحاد العام لنقابات موظفي القطاع العام (Memur-Sen) السيد علي يالتشين في الندوة النقابية الدولية "السلم والامن والحوار ودور النقابات والثلاثية" التي نظمتها منظمة الوحدة النقابية الافريقية (OATUU) على هامش الاجتماع الــ41 للمجلس المركزي خلال فترة 22-28 ايلول/سبتمبر 2018 في العاصمة الجزائر:" نحن كمنظمات عمالية وقادة الكفاح العمالي لسنا ملزمين بالحصول على آخذ حق جهودنا من الاقتصاد والكعكة فحسب. بل أننا مسؤولون عن الاسهام في تحقيق السلم والامن والرفاهية والتنمية والعدالة، وضمان أمن الفرد والمجتمع. وهذا نعرفه جيدا نحن النقابيين، فمن غير الممكن الحديث عن الاجور المرتفعة إذا لم يكن هناك سلام، ولا قيمة للضمان الاجتماعي الشامل اذا لم يكن هناك امان."
وقال يالتشين مبينا اهداف الرأسمالية:" اننا اليوم في زمن يحتاج فيه العالم والانسانية الى السلام والامن، ويحتاج النضال النقابي ان يكون فعالا ومنتجا للتضامن من أي وقت مضى. الصراعات المتزايدة والعمليات الارهابية وامواج العنف تأسر عالمنا كل يوم وتقلص مجال الحرية في جميع أنحاء العالم. في الحقيقية كلنا نعرف سبب ذلك! ان النظام الاستعماري الحالي يحاول التغلب على المآزق والازمات التي يعيشها من خلال جر الناس والحريات الى مستنقع النزاعات والصراعات، خاصة عندما يتلاعب بنقل الاحداث والمجريات من خلال وسائل الاعلام والاتصال، وفي والوقت نفسه يوسع دائرة سطلته. نعم، قد يبدو ما تطرقت اليه حول الوضع في العالم وما تشهده البشرية حاليا مجموعة من التناقضات، في الحقيقة هي كذلك، لكن لن أنظر لوجود مثل هذه التناقضات على أنها ’سوء الحظ‘ بل بالعكس يمكن أن أقول بأنها ’حسن ألحظ‘. لان هذه الصورة المتناقضة تُظهر لنا نضال الحرية ضد العبودية، وكفاح لكرامة الانسان ضد البلطجية، والتقاسم بالحق ضد الاستغلال، وصمود التضامن العمالي ضد الهيمنة الرأسمالية، أصبحت هذه الظواهر تنتشر بشكل مكثف في العالم. لذا فإن هذا التناقض هو أعظم نجاح للبشرية في العصر. أؤمن بأن هذا الاجتماع الذي تنظمه (OATUU) اليوم ذات مغزى كبير في تثبيت هذا النجاح واستمراره، وتقارب الرؤى والافكار من آجل تحقيق النتائج التي تستحقها البشرية، وتثبيت الشراكة والتعاون المشترك في هذه الفترة."
واشار يالتشين الى ضرورة التضامن النقابي في تحقيق السلم والامن من خلال التضامن الدولي في هذه الفترة حيث قال:"انني أرى المواضيع التي تم طرحها في الاجتماع والتناقض الذي احاول تصويرها في ذهني تكَون الأساس لتشكيل الإرادة التي يجب علينا طرحها لصالح العمال والحرية والعدل والسلام والإنسانية. يقدم لنا التاريخ النقابي أمثلة في التوجيه وطريق في تغيير المفاهيم والمصطلحات والنتائج والمتغيرات والتحولات التي نحققها من خلال قوتنا المنظمة في دولنا وأقاليمنا وقاراتنا. هناك نقابات ونقابيون كانوا في مقدمة الشخصيات ممن سطروا التاريخ في نضال التحرر من الاستعمار وتحقيق الامن والسلام في بولندا وألبانيا والكثير من البلدان في أفريقيا. ان وجود آليات الاتصال وانماط المشاركة ووجود سيويولجيا تحكم عليه إرادة التسوية ووجود النقابات العمالية، التي هي شرط في ذلك، سوف تشكل ضغطا في انشاء طاولات السلام الدبلوماسي والاجتماعي. نحن كمنظمات عمالية وقادة الكفاح العمالي لسنا ملزمين بالحصول على آخذ حق جهودنا من الاقتصاد والكعكة فحسب. بل أننا مسؤولون عن الاسهام في تحقيق السلام والرفاهية والتنمية والعدالة، وضمان أمن الفرد والمجتمع. وهذا نعرفه جيدا نحن النقابيين، فمن غير الممكن الحديث عن الاجور المرتفعة إذا لم يكن هناك سلام، ولا قيمة للضمان الاجتماعي الشامل اذا لم يكن هناك امان. في هذه المرحلة، نحن كنقابات واتحادات ومنظمات عمالية اقليمية ودولية يجب أن نوجه رسالة الى رأس المال وانظمة التمويل العابرة للحدود؛ إذا كان السلام غير شامل، والأمن لايعم في الكرة الأرضية، والعدالة لا تشمل البشرية جمعاء، والرفاهية لا تتبلور سوى على مستوى قارة او بلدِ، والتنمية البشرية "حق" للبعض و"عدم" للبعض الآخر، لا جدوى في أن نكون أقوياء ومخولين ومجددين في بلداننا. يجب ان تكون الجهود المبذولة في النضال من آجل العمل والعدالة عالمية مثل كرامة الانسان."
وآكد يالتشين على تواصل اتحاد مامورسان في كفاحه ضد من يحاول صياغة الدموع والابتسامة وعرق الجبين على أساس نموذح "الرأسمالية" و"النيوليبرالية". مؤكدا انه لا يمكن تحقيق ذلك من خلال كفاح منظمة أو بلد أو منطقة أو قارة بمفردها. وقال:"لهذا نحن بحاجة إلى أن نكون معا. وعلينا أن نوحد قوتنا التنظيمية في بلداننا ومناطقنا وقاراتنا وفي جميع انحاء العالم. كمنظمات عمالية يجب علينا أولا أن نتفق في أنفسنا على أننا نعتقد حقا أن هدفنا هو المساهمة في السلام العالمي."