
برنامج "تطوير القدرات المؤسسية والتحول الرقمي" عُقد بشراكة بين ILC وÇASGEM
نُظّم برنامج تدريبي بعنوان "تطوير القدرات المؤسسية والتحول الرقمي" بالتعاون بين الاتحاد الدولي للعمل (ILC)، الذي تُعد مامورسان أحد مكوناته، ومركز التعليم والبحث في مجال العمل والضمان الاجتماعي (ÇASGEM).
وشارك في البرنامج كل من رئيس ILC ورئيس Memur-Sen السيد علي يلجن، ورئيسة مركز ÇASGEM البروفيسورة إليف غوكشأرسلان، بالإضافة إلى ممثلين عن 28 نقابة من 19 دولة، وعدد من الضيوف.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار السيد علي يلجن إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات كبيرة مثل انعدام العدالة الاجتماعية، الأزمات العالمية، والحروب.
وذكر يلجن أن اللاعدالة تتعمق يومًا بعد يوم، وأن جماعات الضغط الرأسمالية القوية تواصل إنتاج سياسات تُضعف قوة العمل، قائلًا:
"الأزمات والحروب لا تهدد فقط حياة البشر بل أيضًا القيم الإنسانية الأساسية. المؤسسات الدولية التي تأسست للدفاع عن حقوق الإنسان والقوانين والمعايير الدولية تعجز للأسف عن تقديم حلول لهذه المشكلات، بل والأسوأ أنها أصبحت جزءًا من هذه المشكلات. في مثل هذا السياق المعقد، يتعين على منظمات مثل ILC أن تلعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن العدالة الاجتماعية، حقوق العمل، وحقوق الإنسان.
انطلقت ILC بناءً على مبدأ: 'العمل قيمة عالمية، والعالم العادل يُبنى فقط بالعمل'. ومع ذلك، يجب أن ندرك أننا لا نزال في بداية الطريق، وأننا بحاجة إلى العمل معًا بجد. ففي فبراير 2024، عقدنا أول جمعية عامة لـILC، وفي نوفمبر من العام نفسه عقدنا أول اجتماع لمجلس الإدارة واتخذنا قرارات هامة، من بينها التركيز الكبير على تطوير القدرات المؤسسية للاتحادات الأعضاء."
يلجن: نحن نتخذ خطوة هامة
وأضاف يلجن أن التطور السريع للتكنولوجيا أدخل العالم في مرحلة تغيير متسارعة، وأن بناء عالم عادل يعتمد على إنشاء هياكل مؤسسية شفافة، تشاركية، ومدعومة بحلول رقمية.
وأكد أن هذا البرنامج يخدم هذا الهدف تمامًا.وقال:
"سنناقش في هذا التدريب كيفية تعزيز الهياكل المؤسسية لخلق نظام عمل فعال ومثمر. وسيتم تقديم معلومات شاملة حول فهم وتنفيذ التحول الرقمي. في هذا العصر الذي غيّرت فيه التكنولوجيا الرقمية بشكل جذري أساليب العمل، سنتعلم كيفية دمج البنى التحتية والاستراتيجيات الرقمية بفعالية. معًا، نتخذ خطوة مهمة لإدارة هذا التحول بنجاح وتعزيز قدراتنا المؤسسية بما يتماشى مع متطلبات التحول الرقمي.
تطوير القدرات المؤسسية والتحول الرقمي أصبحا مفتاحًا لتحقيق النمو المستدام والميزة التنافسية في عالم سريع التغير. هذان المفهومان يدعمان تحسين العمليات الداخلية للمنظمات والتكيف بشكل أكثر فعالية مع البيئة الخارجية.
تطوير القدرات المؤسسية يهدف إلى تعزيز جميع العناصر المؤسسية، من الموارد البشرية إلى البنية التحتية التكنولوجية، وزيادة الكفاءة التشغيلية. يشمل هذا التخطيط الاستراتيجي، تطوير القيادة، البرامج التدريبية، ونماذج الأعمال المبتكرة. أما التحول الرقمي، فيعني تبني أسلوب عمل جديد من خلال دمج التكنولوجيا في العمليات المؤسسية."
وأكد يلجن أن استخدام الأدوات الرقمية والحلول المبتكرة لا يعزز فقط الكفاءة، بل يوفر أيضًا تجربة أفضل للجمهور المستهدف، مضيفًا:
"عندما يجتمع هذان المفهومان، تصبح المنظمات أكثر مرونة واستعدادًا للمستقبل. في العصر الرقمي، التناغم بين التكنولوجيا وتطوير القدرات لا يعني فقط مواكبة الابتكار، بل أيضًا ريادة التغيير. إدارة هذه العمليات بشكل فعال ستسهم في نجاح الموظفين وأصحاب المصلحة على حد سواء."
غوكشأرسلان: كنا دائمًا داعمين للنقابات
من جهتها، أكدت نائبة رئيس ÇASGEM، البروفيسورة إليف غوكشأرسلان، أن منظمات المجتمع المدني التي ساهمت بشكل كبير في نضال تركيا من أجل الديمقراطية، حقوق الإنسان والحريات، تُعد عنصرًا لا غنى عنه في مجال العمل.
وأوضحت أن ÇASGEM لديها روابط قوية مع الاتحادات والنقابات منذ تأسيسها، وأنها كانت دائمًا إلى جانب العمال ومنظماتهم.
وقالت:
"تلعب النقابات دورًا مهمًا في الحياة المهنية، حيث تُسهم في تمكين العمال وجعل بيئة العمل أكثر عدلاً. ولتحقيق هذه الأهداف وتطويرها بشكل أكبر، كانت ÇASGEM دائمًا داعمًا للنقابات. من خلال التعاون مع النقابات، تعمل ÇASGEM على تعزيز وعي العمال بحقوقهم، بأنظمة الضمان الاجتماعي، وبقوانين العمل. تساعد هذه التدريبات أعضاء النقابات على فهم حقوقهم بشكل أفضل والدفاع عنها. كما تُساهم ÇASGEM من خلال الأبحاث التي تجريها في تطوير مقترحات سياسات اجتماعية تدعم كفاح النقابات المجتمعي.
تُجري ÇASGEM تدريبات وأنشطة توعوية في مجال الصحة والسلامة المهنية، مما يعزز من فعالية النقابات في هذا المجال ويسهم في تحسين بيئات العمل."
وأضافت غوكشأرسلان:
"لقد كنا بجانب النقابات في العديد من مشاريعنا."
واختتمت كلمتها بالتذكير بأن ÇASGEM لديها بروتوكولات تعاون مع العديد من الاتحادات والنقابات، قائلة:
"في إطار هذه البروتوكولات، تم تنفيذ مشاريع وأبحاث وأنشطة تعليمية معًا، ولا تزال مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع بروتوكول تعاون بين ÇASGEM ومامور سان في عام 2017، بهدف زيادة خبرات ومستوى المعرفة لدى الموظفين العموميين. لقد وقفنا بجانب نقاباتنا من خلال العديد من المشاريع، وأود أن أؤكد أننا منفتحون على جميع أشكال التعاون."
وفي ختام البرنامج الذي استمر ثلاثة أيام، تم تقديم الشهادات للمشاركين.