الذكرى الـ 28 لتأسيس اتحاد مأمورسان
قبل 28 عاماً رفع المرحوم محمد عاكف عنان راية النضال النقابي في القطاع العام ليأسس هو ورفاقه اتحاد نقابات موظفي القطاع العام (Memur-Sen) متخذين من مبدأ " هموم الناس همنا " بالحركة الفاضلة. ومازالت هذه الراية متواصلة في البحث عن الحلول لمشاكل النقابيين والموظفين وتأخذ بيد المظلومين ونخدم الانسانية، وتحافظ على المواقف الوطنية.
فتأسيس ونمو هذا العمل الكبير والشامخ لم يكن سهلاً. ولم تكن كتابة قصة النجاح هذه سهلة. والارقام القياسية لم تأت من تلقاء نفسها. النجاحات هي ثمرة مكاسب المفاوضات الجماعية وانتصارات العقود الجماعية. ولدينا ملحمة فكل مادة من مواده ممتزج بعرق جبيننا. فتنظيماتنا المعززة كمياً والمتعمقة جودةً تمتلك جهوداً مكثفة. لدينا موقف ثابت في الحرب ضد الارهاب، وقوفنا إلى جانب الشعب.
لقد أصبح اتحاد مامورسان اسم الإرادة ضد كل من يقلل من شأن فضيلة الإنسان، وتتجاهل الإرادة الوطنية، وتقيد حرية التعليم والاعتقاد والذين يستغلون العمل. وأصبح صوت الامة التركية التي ألقت فترة 28 فبراير في سلة مهملات التاريخ، وضيق الساحات على الخونة في محاولة الانقلاب والغزو في 15 يوليو.
في الوقت الذي تم فيه إساءة الى القيم والحريات والحقوق النقابية واحتقارها، أصبح اتحاد مامورسان، الذي أعاد الحياة النقابية صوتًا عاليًا لـ الملايين في هذه الرحلة المباركة التي بدأت بالوحدة. وتربط جذورها في عمق حضارتنا القديمة، مستقلة عن الأيديولوجيات. أصبح موضوع اتحاد الخدمة الفاضل والأكاديمي والموجه نحو الحلول، وموضوعه وأولويته هو الإنسان ، وتحقيق العدالة والحرية والإنصاف.
النتيجة والارقام الضخمة التي ظهرت هي في الوقت نفسه آثر قيمنا النقابية، ومدى تمسكنا بقيمنا الحضارية والثقافية، وجهودنا الدبلوماسية بالعمل النقابي العالمي في محور التعاون والتضامن، ووقوفنا ضد كل أنواع الشر والفساد والسلبيات من دون التخلي عن مواقفنا المعارضة ودون تهميش وابعاد الاخرين وخلق العداوة بينهم، وشراكتنا في الحلول المقترحة.
لقد رفعنا صوت المضطهدين والضحايا والطبقة العاملة من خلال الوقوف إلى جانب العمل ضد الظلم الناجم عن النظام المشوه للرأسمالية والإمبريالية والظلم الرهيب في توزيع الدخل. بغض النظر عن اسم الظالم ، في القدس ، أراكان ، سوريا، تركستان الشرقية ؛ لقد أصبحنا الضمير المشترك للبشرية في مواجهة الإمبريالية والاستبداد والوحشية.
لقد عملنا مع 200 منظمة عمالية من 130 دولة بمبدأ "النضال النبيل من المحلي إلى العالمي" ومنظور التضامن العالمي للعمل ، وتحولنا إلى منصة تضامن عالمية موجودة في القارات الخمس. بموافقة 33 اتحادًا كونفدراليًا من 25 دولة ، قمنا بدور رائد في إنشاء الاتحاد الدولي للعمل (ILC) والذي سيمثل فيه أكثر من 25 مليون عامل في اسطنبول.
بسبب ولائنا لأمتنا وإنسانيتنا ، لم نظل جاهلين بالكوارث والكوارث في بلادنا وفي العالم ، واندفعنا لمساعدة الضحايا. لقد تحملنا المسؤولية في جميع الكوارث مثل الفيضانات والزلازل والحرائق. وقفنا إلى جانب ضحايا الزلزال مع فريق البحث والإنقاذ المكون من 270 شخصًا ، و 11 مليون 750 ألف ليرة تركية كمساعدات نقدية ، و 159 شاحنة من إمدادات الطوارئ و 500 خيمة عينية ، بقولنا "حان وقت التضامن" في زلازل 6 فبراير التي أصابت تركيا كلها بجروح عميقة.
لقد أصبحنا عنوان القمة في تحقيق الاستقرار في "السلطة" التي حققناها مع جميع الاتحادات التابعة لنا منذ عام 2009. لقد حققنا 802 إنجازًا منذ أول اتفاقية جماعية كنا مهندسها. من خلال اعتراضاتنا ومطالبنا ومقترحاتنا المصممة ، قمنا بدور رائد في فتح الطريق لأكثر من 800000 موظف متعاقد مع الترتيبات التي تم إجراؤها في 2011 و 2013 و 2023. 5 ملايين و 300 ألف موظف حكومي حصلوا على 3600 مؤشر إضافي ، وهو مكسب اتفاقنا الجماعي. كما تم تلبية مطالبنا بتقديم 3600 مؤشر إضافي لجميع الموظفين العموميين الذين ارتقوا إلى الدرجة الأولى. نتيجة لكفاحنا ، تلقينا وعدًا بأن أدنى راتب لموظف الخدمة المدنية سيكون 22.000 ليرة تركية اعتبارًا من يوليو.
كاتحاد مأمورسان رفضنا دائماً مهمة قبطان يرفع علم الاستسلام عند إغراق سفينته. ولم نكن استغلاليين لننشغل بجمع ثمار شجرة الديمقراطية عند احتراقها. وركزنا على حل المشاكل الجذرية والاساسية لتركيا. وبهذا الطريق أصبح الانسان وكرامة الانسان الحجر الاساس في سياستنا. ومن خلال هذا الفكر ساهمنا في رفع قانون حظر الحجاب وانهاء الظلم، والغاء الاستشارة الجماعية الغير رسمية وكتابة الملحمة التي وقعت على كثير من الانتصارات لتمهيد الطريق أمام المفاوضات الجماعية ونساهم بها حتى نكون رائداً فيها. وأخذنا دوراً أكبر في مرحلة الثورة الصامتة بانهاء حظر العشرات من الحقوق واخذ الحقوق الحريات المغصوبة.
ومن خلال توسيع دبلوماسية العمل والجهد وفي مقدمتهم الاتفاقيات الثنائية التي نعقدها مع الاتحادات العمالية في عالمنا المتحضر، فإننا سنسعى على اضعاف الاتفاقيات الثنائية مع الحركات العمالية وتطبيقها في الحياة العملية.
وسنقف الى جانب شعبنا في إرادته الوطنية ونكون معه في العملية الديمقراطية وفي وتيرة اعداد دستور مدني يضمن الحقوق والحريات من كتابته والتصويت عليه حتى تنفيذه.
وسنواصل بحزم في نضالنا ضد الامبريالية التي تريد تقسيم مجتماعتنا مثلما تقسم جغرافيتنا وفي مقدمتها الشرق الاوسط من اجل اعادة تقسيم العالم من خلال نزف الدماء وزهق الارواح وذرف الدموع.
وسنبقى صادقين في عهدنا مثل كل الذين يلتزمون بعدهم. وهذه القوة الكبيرة لا تستطيع حبس اسرة اتحاد مأمورسان القوية في الاطار النقابي فقط. فإننا سنساهم في حماية حقوق العمل وانجاح نمو العمل وحماية المظلومين و المضطهدين وتجفيف منابع الارهاب والتقاء تركيا بدستورها الجديد وبناء عالم جديد عادل وفق مبادئنا وقيمنا الحضارية. وبموجب ومهمتنا الاصيلة والعالية سوف نكون رواداً وفي المقدمة دائماً وسوف ننجح.