إرادة الجمهور ضمان لمستقبلنا
العيش في موقع جغرافي صعب من العالم، له مهمة فريدة ومسؤوليات تاريخية. في هذه الأراضي، أولئك الذين جعلوا الحرية الخيار الوحيد من آجل الاستقلال وآملا للمظلومين، اولئك الذين وقفوا في وجه الطغاة والمستعمرين والغزاة الظالمين بشجاعة وثبات من آجل جمهورية مستقلة ذات سيادة ارادتها بيد شعبها.
خاض الشعب التركي الذي كافح من آجل البقاء في ظروف قاسية على مر التاريخ، حروب الاستقلال ضد الغزاة والمستعمرين من آجل الحرية والاستقلال.
الجمهورية التي تأسست نتيجة حرب التحرير بقيادة غازي مصطفى كمال ورفاقه، هي اليوم ضمانة لمستقبلنا بإرادة الجمهور.
لقد واصل هذا الشعب النضال من آجل الديمقراطية والتنمية، من خلال التغلب على العديد من العقبات بدءا من دكتاتورية الحزب الواحد والانقلابات ووصولا الى الهيمنة ومكافحة الارهاب. ورغم هذه الصعوبات التي واجهت هذا الشعب خلال هذه الحقبة الطويلة لم تتمكن من ابعاده عن قضية الاستقلال وضمان المستقبل، بل على العكس كرست عزيمته. ان الشعب الذي تلاحم بكل فئاته العمرية واصبحت يد واحدة وعلى قلب رجل واحد ابان النضال لتحقيق الاستقلال الذي توج بتأسيس الجمهورية، تبني اليوم ايضا مستقبله بالوحدة والتضامن والاخوة.
أولئك الذين حاولوا حصر هذا الشعب الوفي الذي لم يهزم عبر التاريخ، والذين تجرؤوا على غصب حقوقونا في وطننا الأزرق، الذين أزعجهم عمل سفننا في مياهنا الإقليمية، الذين يحاولون تهديدنا بشن حرب في المناطق الجغرافية التي يعيش فيها إخواننا وأخواتنا، والذين يحاولون العبث في قبرص وينزعجون من وجودنا في البحر الأبيض المتوسط. سوف نقاوم الإمبرياليين الدمويين بالقوة التي ورثناها من تاريخنا.
لن نسمح للمستعمر المتوحش بالوصول إلى طموحاته القذرة الذي دمر القيم الإنسانية تحت ستار الحرية، واحتقر وأهان المسلمين وشجع العنصرية وتغاضى عن ظلم الشعوب، وليس له في تاريخه سوى الاستعمار، ولن نسمح لهم بمهاجمة قيمنا ومعتقداتنا.
باسم اتحاد نقابات موظفي القطاع العام (Memur-Sen)، نستذكر في الذكرى الـ97 لتأسيس الجمهورية كافة ابطال حرب الاستقلال ومؤسس الجمهورية الغازي مصطفى كمال أتاتورك بكل فخر واعتزاز. ونتوجه بالشكر الجزيل لكافة اصدقائنا الذين شاركونا في فرحتنا في عيد الجمهورية.