اتحاد مامورسان يدعو المنظمات النقابية والعمالية الوطنية والدولية إلى إظهار موقف مشترك ضد الإرهاب
نيابة عن الطبقة العاملة في تركيا الاتحاد العام لنقابات موظفي القطاع العام (Memur-Sen) يبعث خطاب بعنوان "الإرهاب هو العدو المشترك للبشرية جمعاء" إلى ممثلي الحركات العمالية الوطنية والدولية بما في ذلك منظمة العمل الدولية (ILO)، يدعو فيه الى الوقوف ضد المنظمات الارهابية والتضامن مع تركيا في كفاحه ضد التنظيمات وفي مقدمتها PKK/YPG/PYD.
وفيما يلي نص الخطاب:
الإرهاب هو العدو المشترك للبشرية جمعاء
سيدي / سيدتي العزيز (ة)
منذ قرون وكان الارهاب أحد أكبر التهديدات للمجتمعات والدول. مع أحداث 11 سبتمبر شهدنا في العالم حروبا بالوكالة، وأصبح الارهاب هو الموضوع الذي تشدد عليه الدول وتكافحه. وفي نفس الفترة، نشهد استخدام الدول الإرهاب والمنظمات الارهابية، ودفع هذه المنظمات الى الساحة من جهة، واستخدامها كذريعة تدخل واحتلال للدول الاخرى واستغلالها من جهة اخرى.
اليوم تسفك المنظمات الإرهابية الدماء في كل مناطق العالم التي نعيش فيها. و لا تزال الكثير من البلدان تواجه مشكلة الإرهاب وتحارب المنظمات الإرهابية التي تنتمي الى أيدولوجيات مختلفة. وأقرب مثال لهذا الحال هو كفاح الجمهورية التركية ضد منظمة PKK/ YPG. منذ 35 عام تتعرض تركيا بشكل مباشر أو غير مباشر للإرهاب الذي يؤثر سلبا على الحياة كلها. لقد أثر الإرهاب الذي شل البشرية على جميع مجالات الحياة مثل الاقتصاد والسياسة والتعليم والسلامة العامة والصحة ونظام القضاء، وحتى الآن فقد أكثر من 40.000 شخص حياته بمن فيهم الرضع والأطفال والنساء. وبسبب الارهاب اضطر الناس الى مغادرة اوطانهم وترك منازلهم.
ان هذه المنظمة الارهابية التي تحاربها تركيا على مدى عقود، تقوض الكرامة الانسانية للجميع، وتهدد الامن الداخلي والخارجي للدولة، وتستهدف الحياة العملية، وتقوم بمنع الناس وحرمانهم من الحقوق السياسية وحق التعبير والتنقل وحرية الدين والضمير وتنفيذ هجمات ضد المجتمع التركي ومؤسساتها.
وفي هذا السياق، واتخذت تركيا العديد من المبادرات في الداخل والخارج لمنع انتشار المنظمات الارهابية، وأحدث مثال على ذلك هو عملية #نبع_السلام التي اطلقتها مؤخر شمال سوريا.
في ظل هذه الخلفية، أطلقت تركيا التي لها حدود بطول 911 كيلومترًا مع سوريا عملية #نبع_السلام ضد منظمة PKK / YPG الارهابية من أجل تحقيق أمن حدودها والعودة الآمنة للاجئين السوريين، وفقًا للقانون الدولي، والحق في الدفاع عن النفس كما هو موضح في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي ظل الاحترام التام لوحدة الأراضي السورية.
ان هذه العملية التي اطلقتها تركيا تهدف للحد من التهجير الذي تعرض له ما يقارب 6 ملايين مواطن سوري بما في ذلك 3.5 مليون منهم في تركيا، والكفاح من آجل العمل وانتعاش الحياة العملية التي قضى عليها الارهاب بالكامل ولم تعد أبسط قواعدها موجودة.
كمنظمات عمالية، يجب أن نعرف أن وجود منظمات إرهابية هو بداية القضاء علينا جميعا. ونحتاج إلى تنفيذ الكفاح ضد الإرهاب في بيئة عالمية لا يتردد فيها أحد، في وقت ترى العديد من الدول نفسها مهدا للديمقراطية وتتعاون مع المنظمات الإرهابية وتستخدمها في نشرالعنف من آجل تحقيق مصالحها.
كما أننا لا نستطيع التحدث عن قواعد وقيم الحياة العملية المتواضعة في أفغانستان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق وميانمار، غدًا سيكونون قادرين على خلق نفس الظروف في بلداننا في الوقت ذاته. لمنع حدوث ذلك يجب أن نفي بالمسؤولية كوننا مجتمعًا مدنيًا من خلال الضغط على دولنا الوقوف الى جانبها ودعمها في مكافحة الإرهاب.
نحن نعرف ذلك؛ إذا لم نتمكن من اتخاذ موقف ثابت ضد هذه الظاهرة الدموية اليوم، وفي حال وصول المنظمات الإرهابية إلى طموحاتها في شمال سوريا لا يمكن لأحد أن يضمن عدم ظهور هذه المنظمات الإرهابية في قلب أوروبا وأمريكا وآسيا.
الوقوف ضد الإرهاب المعلن ضد الانسانية بكافة اشكاله تتطلب التقاء الانسانية في أرضية مشتركة. لهذا السبب؛ طالما يوجد ارهاب في المنطقة التي نعيش فيها فان الحياة العملية سوف تتقلص فيها، وكلما أصبحت المنظمات الإرهابية أقوى من المستحيل على المنظمات العمالية أن تصبح قوية.
ينبغي أن لا ننسى أن هدف الإرهاب هو البشرية جمعاء والإرهاب هو العدو المشترك للبشرية جمعاء.
وختاما نيابة عن الطبقة العاملة في تركيا المتمثلة في الاتحاد العام لنقابات موظفي القطاع العام (Memur-Sen)، ندعو منظمة العمل الدولية (ILO) والمنظمات العمالية الوطنية والدولية الى الوقوف بجانب تركيا في كفاحه ضد جميع التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها YPG / PYD وPKK وداعش.