
نُحيّي انتصار شعب غزّة
نفذت إسرائيل الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة في 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة أمام أعين العالم أجمع، حيث قتلت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، ومعظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى العاملين في منظمات الإغاثة والاطارات الصحية والصحفيين. استهدفت القناصة الأطفال الأبرياء الذين كانوا يلعبون في الشوارع وسيارات الإسعاف التي تنقل المرضى، كما قصفت المساجد والكنائس والمدارس وسيارات الإسعاف. ومنعت دخول الغذاء والوقود إلى غزة، مما أدى إلى فرض الجوع والعطش والبرد والحرمان من الأدوية على السكان. كما مُنع الجرحى والمرضى من تلقي المساعدة الطبية، وتحولت جميع المؤسسات الصحية تقريبًا إلى أنقاض.
طوال 471 يومًا، حاول العدو محو غزة من الخريطة بإلقاء عشرات الآلاف من الأطنان من القنابل، إلا أن الشعب البطل في غزة أظهر أحد أشرف أشكال المقاومة في تاريخ البشرية، حيث كتب ملحمة لن تُنسى أبدًا باستخدام أسلحة محلية الصنع في مواجهة أسلحة ذات تقنية عالية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. ورغم المجازر الوحشية، لم يلحقوا الضرر بالرهائن، ليقدموا للعالم درسًا في العدالة والأخلاق.
لقد حاولت إسرائيل، من خلال قصص هوليوودية زائفة ومراكز أبحاث مدعومة وسياسيين تم شراؤهم ولوبيات، ترويج صورة "إسرائيل الضحية للإبادة الجماعية" على مدار سنوات. إلا أن نضال فئة قليلة مؤمنة وموقف أصحاب الضمائر الحية في العالم أسقط هذه الأكاذيب وأطاح بها.
إن الموقف البطولي الذي أظهره شعب غزة وحركة حماس في مواجهة الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، حظي بدعم واسع من أصحاب الضمائر الحية في العالم من خلال المسيرات والمقاطعات والاحتجاجات.
وفي هذه المرحلة، انتهت الهجمات غير الأخلاقية التي بدأها الكيان المحتل بهدف تدمير غزة بالفشل أمام الإيمان والصبر، واضطرت حكومة الإبادة الجماعية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حركة حماس، التي وعدوا بمحوها، ووافقوا على هدنة تمثل شهادة على هزيمتهم.
من الواضح أن هذه الهدنة تُعد نصرًا صريحًا لشعب غزة، حيث انتصر فيها كرامة الإنسان.
بصفتنا مامور-سان، نُحيّي الشعب البطل في غزة، رمز العزيمة والصبر، ونرحب بالهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. نتابع العملية عن كثب ونراقب كل خطوة بحذر. وندعو المجتمع الدولي إلى متابعة العملية عن كثب بسبب وجود إسرائيل كطرف فيها، ما يجعل من الخيانة والانتهاكات والإجراءات التي تمس كرامة الإنسان أمرًا لا مفر منه.
نؤكد مجددًا عزمنا القوي على التنديد بالإبادة الجماعية التي استمرت 471 يومًا في غزة في كل المحافل ومقاطعة العلامات التجارية المتواطئة، ونقول بصوت عالٍ: "يجب ألا تُخفي الهدنة الإبادة الجماعية!" كما نكرر دعوتنا لتطبيق قرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو وبعض أعضاء حكومته.