مئات الآلاف اجتمعوا على جسر غلطة من أجل فلسطين
شارك رئيس اتحاد "مامور-سان"، علي يالتشين، في المسيرة التي نظمتها منصة الإرادة الوطنية على جسر غلطة في إسطنبول تحت شعاري "بالأمس آيا صوفيا، اليوم الأموي، وغدًا الأقصى" و"شمس تشرق". وأكد يالتشين مجددًا دعمه لفلسطين، مندّدًا بالإبادة الجماعية.
بعد صلاة الفجر في مسجد آيا صوفيا الكبير الشريف، مسجد يني جامع في إمينونو، مسجد السلطان أحمد، ومسجد السليمانية، بدأت المسيرة بمشاركة ما يقارب 400 منظمة مجتمع مدني. إلى جانب رئيس اتحاد "مامور-سان"، شارك في الفعالية وزير الشباب والرياضة عثمان أشكن باك، وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجير، وزير التجارة عمر بولات، رئيس البرلمان التركي السابق مصطفى شينتوب، رئيس حزب "هودا بار" زكريا يابجي أوغلو، عضو اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية ماهر أونال، رئيس مجلس أمناء مؤسسة نشر العلم وعضو المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة TÜGVA بلال أردوغان، رئيس مؤسسة TÜGVA إبراهيم بشنجي، رئيس اتحاد "هاك-إيش" محمود أرسلان، والعديد من النواب ورؤساء البلديات.
بدأ رئيس اتحاد "مامور-سان"، علي يالتشين، كلمته بتحية مئات الآلاف المشاركين، وقام بإلقاء قصيدة "أنا طفل فلسطيني" للشاعرة نورغُل قاينار يوچي. وأوضح أنه حتى اليوم، تم قتل أكثر من 46 ألف شخص بريء، من بينهم 25 ألف طفل، في مجازر مروعة بغزة. وقال: "عصابة الإبادة الصهيونية إسرائيل تستمر في ارتكاب المجازر دون تمييز بين كبار السن، النساء، أو الأطفال. نحن نحزن، نتحسر، ولكننا لا نفقد الأمل أبدًا، ولن نفقده. لأن ربنا في سورة آل عمران يقول للظالمين: ‘ستُهزمون وستُحشرون إلى جهنم جميعًا.’ نعم، سينهزمون! ولهذا، وكما كان في الشام، فإن النصر والفتح في غزة أيضًا، بإذن الله، سيكون حليف المؤمنين".
وأضاف يالتشين: "كما قال مارتن لوثر كينغ، ‘ما يخيفني ليس ظلم الأشرار، بل صمت الأخيار.’ ديننا يقول: ‘الساكت عن الحق شيطان أخرس.’ لذلك اجتمعنا هنا لرفع أصواتنا ضد الإبادة، ولإيصال الحقيقة للبشرية. لأن هناك حقيقة يجب أن نصيح بها دائمًا وفي كل مكان، ونوجهها بوجه الغرب المنافق. هذه الحقيقة هي: في فلسطين، لا يوجد حرب، بل احتلال وإبادة جماعية. يوجد قتل للأطفال، وتدمير للمدن، وتدمير للمستشفيات، والمساجد، والمدارس. هناك مقاومة الأبطال الذين يدافعون عن أرواحهم وأعراضهم وأوطانهم. وهناك مسؤولية تقع على عاتقنا، إذا لم نقم بها، فإننا نتحمل وزرها: أن نكون الصوت العالي لغزة. أن نقف بجانب الأبرياء والمظلومين وأشقائنا. مهما كان الثمن، يجب أن نقف في الجانب الصحيح من التاريخ، وندافع عن كرامة الإنسانية، ونكون صرخة الضمير في وجه الظالمين. يجب ألا ندخل المنتجات الصهيونية إلى منازلنا. وأن نزرع في أطفالنا وشبابنا حب القدس وقضية فلسطين".
يالتشين: سنواصل المقاومة حتى تتحرر فلسطين
وأشار يالتشين إلى أن العصابة الصهيونية تسعى للتخلي عن غزة، القدس، والأقصى، إلا أن هذه الجهود لن تفلح، وقال: "يا قدس، أقسم بقداستك، وعدالة عمر، وبسالة صلاح الدين، أننا لن نتخلى عنك! يا أبناء الأقصى الأبطال، يا أيها الأب الذي يحمل طفله في كيس، يا أيها الجد الذي يقبّل حفيده قبل أن يدفنه، يا أيتها الأم التي تجمع أشلاء طفلها، أقسم أننا لن ننسى ذكراكم العزيزة ولا من تسببوا لكم بهذا الظلم. لقد بلغ الألم والغضب ذروتهما، ووصل السكين إلى العظم. حان الوقت لنصرخ بصوت عالٍ من هنا، من جسر غلطة، بصوت مئات الآلاف الذين تنبض قلوبهم من أجل غزة. نقسم أننا سنقاوم الاستعمار، الصهيونية، والظلم، حتى تنتهي أحزان الأقصى، وحتى تتحرر فلسطين من النهر إلى البحر، وحتى يستيقظ الأطفال على صباح حر".
"سنواصل مقاطعة العلامات التجارية الداعمة للإبادة الجماعية"
وأكد يالتشين أنهم سيواصلون ملء الميادين حتى ينتهي الظلم في غزة، قائلاً: "سنواصل مقاطعة العلامات التجارية الصهيونية، وسنستمر في رفع أصواتنا ضد الظلم رغم الصمت العالمي. أحييكم جميعًا بكل احترام، أرسل التحية إلى غزة، ونواصل المقاومة! الموت للصهيونية، الحرية لفلسطين من النهر إلى البحر".
أردوغان: لا يظن أحد أن تركيا نائمة
في كلمة ألقاها بلال أردوغان، أعرب عن شكره للمئات الآلاف من المشاركين تضامنًا مع فلسطين، وقال: "نحن مستيقظون، نحن هنا، نتضامن مع فلسطين. نحن هنا لنلعن الإبادة الجماعية في غزة. آيا صوفيا فُتحت، الجامع الأموي تحرر، والآن نحن هنا من أجل القدس والمسجد الأقصى. لا يظن أحد أن تركيا نائمة. لا يظن أحد أن المسلمين نائمون. نحن مستيقظون ومفعمون بالحماس. نحن هنا بأصواتنا، احتجاجاتنا، شعاراتنا، ودعواتنا. غزة ليست وحدها، فلسطين ليست بلا سند، سوريا ليست وحيدة. نحن هنا، إسطنبول هنا، تركيا هنا. كنا دائمًا إلى جانبهم، وسنظل كذلك بإذن الله".