ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال يقوم بدور المتحدث باسم الإمبريالية.
في رسالته الداعمة و التضامنية التي أرسلها الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال (World Federation of Trade Unions-WFTU) بامبيس كيريتسيس والذي يقع مقره الرئيسي في أثينا إلى اتحاد نقابات العمال القبرصي بمناسبة الذكرى الخمسين لـ"عملية السلام القبرصية"، شوه الحقائق مرة أخرى بالقول إن العملية كانت "عملية احتلال"، ووصف تركيا بـ"المحتل"، وكرر مرة أخرى أطروحات اليونان والإمبريالية.
بادئا ببدأ لنؤكد على هذه النقطة... لا ينبغي لأي منظمة عمالية أن تكون أداة لاستراتيجيات الإمبريالية.
ثانياً، يجب ألا يكون العمل، وهو أثمن نشاط للإنسان، ستاراً أو دعامة لأي أيديولوجية.
في بيانه الأخير، انتهك الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال هذين المبدأين، بل وذهب إلى أبعد من ذلك، وزيف استخدام مفاهيم "السلام" و"العدالة" و"العمل" كما هو الحال في جميع الفصائل اليسارية، لتشويه الحقائق.
و بهذه الطريقة، أظهر الاتحاد الدولي لنقابات العمال، الذي أدركنا جيداً أن همّه ليس العمل، با إنه أصبح متحدثًا باسم الإمبريالية.
ولكن للحقيقة عادة بأن تذكّر بنفسها.
لذلك دعونا نذكر هذه الحقائق على شكل عناوين:
في عام 1960، تم تأسيس جمهورية قبرص بضمانة دستورية تكفل حقوق متساوية للأتراك والروم، تحت ضمانة تركيا وإنجلترا واليونان. لكن الجمهورية انهارت في عام 1963 بسبب التدخل الأحادي من قبل الروم.
بين عامي 1963 و1974، واصل الروم، ضمن استراتيجية تهدف إلى إزالة الأتراك من الجزيرة لتحقيق الاندماج مع اليونان (إنوسيس)، ممارسة الضغط والاضطهاد والحصار ضد القبارصة الأتراك دون توقف، وقاموا بمجازر جماعية ضد الأطفال والشباب والنساء والرجال دون تمييز، مع تهجير الأتراك.
من الوقاحة أن يتجاهل الاتحاد الدولي لنقابات العمال في بيانه الأسباب والمسببين للانقلاب في 15 يوليو 1974، الذي يدعي أنهم يدينونه. كما اعترف مكاريوس نفسه، كان هناك دور لليونان في الانقلاب، الذي كان هدفه ضم قبرص لها.
هذه الحقائق وحدها تكفي لتبرير مشروعية عملية السلام القبرصية في 20 يوليو 1974 التي قامت بها تركيا باستخدام حقها كضامن. تركيا ليست محتلة في قبرص، بل هي موجودة كضامن للحفاظ على السلام. وعندما يتم قبول وجود جمهورية شمال قبرص التركية في إطار حل الدولتين من خلال تحقيق كامل للقانون الدولي، ستتلاشى استراتيجيات الإمبريالية، وستنتهي دور قبرص الجنوبية كداعم لها. نعلن هنا وبكل وضوح أننا لا نجد الشعارات المزعومة حول "السلام" و"حقوق الإنسان" صادرة عن منظمة عمالية دولية تغض الطرف عن علاقات جنوب قبرص بالإمبريالية وإسرائيل الصهيونية المجرمة مُقنعة.
نحن كعائلة مامور-سان، التي تضع العمل في مركزها وتؤمن بأن عالماً عادلاً يسوده العدل والسلام لا يمكن بناؤه إلا من خلال العمل:
نواصل كفاحنا ضد الإمبريالية، من خلال دعم فكرة قبرص ذات الدولتين، التي ستضمن بقاء جمهورية شمال قبرص التركية كدولة مستقلة وذات سيادة.
مرة أخرى، نؤكد أن محاولة إخفاء جرم المعتدي وتحقيق العدل والسلام من خلال اتهام تركيا هي حماقة كاملة، ونسجل كل من يواصل حملات الدعاية القذرة هذه باسم العدل والسلام.
من جهة أخرى، نؤكد أننا نعارض تحويل مفاهيم مثل السلام والعمل والحرية وحقوق الإنسان، التي تحقق التفوق الأخلاقي للبشرية، إلى أدوات للأجندات القذرة، خاصة إذا تم استخدامها كأدوات للتغطية على مصالح الإمبريالية الغربية، ونعلن أن السلام في منطقتنا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تقويض استراتيجيات الإمبريالية.