لقد سجل التاريخ أمريكا كدولةٍ مصفقة و مشجعة للابادة الجماعية
مجلس النواب الأمريكي، لم يكتفِ بإعطاء رئيس وزراء إسرائيل الصهيوني والعنصري بنيامين نتنياهو، الذي ارتكب مجازر في غزة وراح ضحيتها أكثر من 40 ألف فلسطيني، حق الحديث، بل قام بالتصفيق له بجنون، مما أظهر دوره في الإبادة الجماعية بشكل واضح. الولايات المتحدة، التي سُجلت في التاريخ كدولة مؤسسة على الإبادة الجماعية، أعلنت بهذا الموقف أنها لا تكترث للإنسانية، للضمير، ولا للقانون الدولي. الولايات المتحدة هي القوة الحقيقية وراء الإبادة الجماعية في فلسطين، سواء من خلال تزويدها بالأسلحة الفتاكة، أو مواقفها المؤيدة لإسرائيل في مجلس الأمن، أو ضغوطها الرقابية والتغطية على الجرائم، أو نشر أسطولها الحربي في شرق البحر المتوسط.
إن استضافة وتصفيق مجلس النواب الأمريكي لقاتل، تطالب العديد من الدول بمحاكمته بتهمة الإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، يُظهر بوضوح دعم الولايات المتحدة للإبادة الجماعية بشكلٍ فاضح ودون خجل. يجب أن يُعلم أن الإبادة الجماعية هي سياسة روتينية للولايات المتحدة الإمبريالية. الولايات المتحدة، التي أُسست من خلال إبادة السكان الأصليين، هي أيضًا عنوانٌ للإبادات الجماعية التي أودت بحياة ملايين الأشخاص في عشرات البلدان منذ ذلك الحين. وبالتالي، فإن هذه التصفيقات أضيفت كوصمة سوداء جديدة إلى السجل القذر للولايات المتحدة، التي تطبق الإبادة الجماعية كسياسة روتينية.
لقد كشفت هذه التصفيقات أيضًا نفاق الولايات المتحدة، التي تدعي دعم السلام بينما تدعم الإبادة الجماعية بكل الوسائل منذ 7 أكتوبر، وتنتقد إسرائيل بين الحين والآخر بشكل متظاهر. هذه التصفيقات أسقطت القناع الممزق الذي لم يستطع إخفاء الوجه الحقيقي للولايات المتحدة، التي تهدد في مجلسها أعضاءها بعبارات "من يقاطع الخطاب سيعتقل"، مثلما يحدث في الأنظمة الشمولية، مما يظهر كيف أن الدول تحت قبضة الصهيونية، وكيف أن العالم يواجه صورة مرضية نفسية.
الصهيونية اليوم تسيطر على السياسة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. للأسف، فإن القيم الإنسانية والقانون الدولي أيضًا وقعوا في هذا الفخ. في الوقت الذي يقف فيه معظم البشر ضد الإبادة الجماعية في الشوارع والساحات، فإن تصفيق أعضاء مجلس النواب، باستثناء رشيدة طليب وقلة آخرين، لرئيس وزراء نظام الفصل العنصري القاتل نتنياهو، يشكل وصمة عار على الإنسانية، ويثير القلق بشأن مستقبلنا السوسيولوجي والسياسي، ويظهر مدى الحاجة الملحة لنظام عالمي عادل.
إن قتل أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وقصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة، التي تعد أماكن بريئة مشتركة للإنسانية، من قبل النظام الصهيوني، الذي يدعم استراتيجيته في الإبادة الجماعية السياسة الإمبريالية السائدة، لن يسمح للبشرية بالوصول إلى الخلاص ما دامت هذه السياسة تسيطر على العالم. الإمبريالية، التي تقودها الولايات المتحدة ويمولها النظام المالي الصهيوني، هي العدو الأكبر للبشرية. إذا أرادت الإنسانية بناء عالم عادل، فعليها أن تؤسس تضامنًا كبيرًا ضد هذا العدو الكبير.
إن المقاومة البطولية للفلسطينيين، والدعم الذي تقدمه الملايين الذين يملأون الساحات منذ 8 أشهر، ومواقف رشيدة طليب الثابتة، التي ترفض الانصياع وتتمسك بالقضية الإنسانية، تشكل أملًا كبيرًا لهذا التضامن. إن مخططات الإمبريالية الرهيبة قد انقلبت بفعل هذه المقاومة. كعائلة كبيرة لميمور-سن، نرسل تحياتنا إلى رشيدة طليب، وإلى الملايين من الأبطال المجهولين الذين يملأون الساحات، وإلى المقاومين الفلسطينيين الشرفاء. ونضيف: إن ضمير الإنسانية سيتغلب على الصهيونية الإبادية والفكر العفن الذي يدعمها.
لعنة الله على داعمي الإبادة الجماعية!
تحية لمن يحافظون على الكرامة الإنسانية!
تحية لمن يقاومون!